مبيريكه الاصاله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرابط للمنتدي الجديد http://mebarekanew.com/vb/index.php


    تفضيل الشواكيش علي الزواج من البنات الحناكيش

    هبك
    هبك


    عدد المساهمات : 117
    تاريخ التسجيل : 11/04/2010
    العمر : 38
    الموقع : السعوديه

    تفضيل الشواكيش علي الزواج من البنات الحناكيش Empty تفضيل الشواكيش علي الزواج من البنات الحناكيش

    مُساهمة من طرف هبك الإثنين مايو 17, 2010 10:17 pm

    إلى من يبدأن الحياة الزوجية من الصفر

    (1)
    بعد أن تخرج البنت إلى الدنيا بسنين قليلة، تدخل مباشرة في عملية بروفة وإعداد متقن لأمور التربية والأمومة، منذ الطفولة تجدها تحتضن عروستها الصغيرة وتفرغ فيها حنان الأم الفطري، وتحثها أمها على الدخول إلى المطبخ، وتعلمها فنون الطبخ بكافة أنواعه، تُعلمها كيف ترعى شئون إخوتها الصغار، تعتني بنظافة البيت، وتتحمل معظم مسئولياته، حتى إنها إذا غابت الأم عن البيت لمدة أسبوع كامل، تجد أن البنت تحلّ محلها، وتقوم بما كانت تقوم به بكل كفاءة، ولذلك عندما تتزوج هذه الفتاة، تكون قد مرت بخبرات ممتازة تؤهلها لتحمل مسئولية بيتها وزوجها على أكمل وجه.

    منذ التسعينات وحتى الآن، ونحن في هذا الزمن المنكفئ إلى الداخل، صارت فيه الفتيات يعتبرن أن هذه الأعمال عيب كبير، ونقص عظيم في حقّهن، لم تعد البنت تدخل المطبخ كما كان بالسابق، خبرتها في تحمل المسئولية صفر كبير، حتى أن الأمهات ساهمن في تنامي كسل البنات الفظيع، تجدها تحضر لها شرابها وطعامها وملابسها النظيفة وتقوم لها بمعظم واجباتها تجاه نفسها، وهكذا صارت الفتيات –ليس كلهن بالطبع- كسولات.. نؤومات للضحى، أكبر مجهود يقمن به هو مشاهدة القنوات الفضائية، وبعد أن يتزوجن، يضطررن لبدء الحياة الزوجية من الصفر، وإذا طلب الزوج الكريم الظريف مجرد كوب من الشاي السادة بـ سكّر خفيف، تفاجئه بنت الناس بتصريح مخيف:

    - إنها لم تصنع كوب من الشاي منذ ولادتها.. وحتى لحظة كتابة هذه السطور.!.. يا لطيف.!

    (2) أحد أصدقائي وقع في هذه المحنة، تزوج فتاة من النوع الذي قال فيه (أزهري محمد علي):

    - بنية من خبز الفنادق.! كانت (حنكوشة) إلى الحد البعيد.. من ذلك النوع الذي يعتقد أن موت الآخرين مجرد سوء حظ ليس إلاّ.. حتى أنها إذا سمعت بخبر وفاة ابن آدم ما.. قد ترفع حاجبها الأيسر إلى مستوى أعلى من الدهشة بمحطتين فأكثر.. وتقول بإحباط مفتعل:

    -ياااي.. حظّو سيء چداً .. چداً.!! .. (حاول أن تعطّش الجيم بقدر ما تستطيع).!

    أما في الأكل.. فحسب وصفه أن لقمتها أكبر من ذرة الهيدروجين بقليل.. وهي تقضم حبة العنب على ست مرات.!! ووجبتها المفضلة هي (الآيس كريم) و(الشوكولاتة).. بالمختصر المفيد إنها رقيقة وحساسة إلى درجة مُفزعة.. وليست لديها خبرة في أي شيء، لذا –حسب رأيه- فهي غير فعالة بتاتاً..إلى الحد الذي قد تظن أنها خُلقت فقط لكي تداعب الغزلان والأرانب في مسلسلات الأطفال الكرتونية.!!

    أما صديقي هذا فقد أتى من بلاد بناتها يركبن الحمير لمسافة عشرة أميال ليجلبن الماء، يفزعن للحطب، يسرحن بالبهائم، ويزرعن الحواشات، وهو في نفس الوقت يحب (ملاح المِرِس) و(الكجيك) و(النعيمية)، ومع ذلك يموت في (ملاح التقلية) بالقراصة، بل من النوع الذي يتمنى أن تحكم عليه محكمة العدل الدولية بالحبس الانفرادي لمدة عشر سنوات في (حلة تقلية).. مع صحن سلطة.. مع عدد من قرون الشطة الخضراء من النوع القاتل.!

    (3)

    صديقي على الرغم من ذلك تزوج بهذه الفتاة، وبعد أن انقضت أيام الانبهار الأولى، وجد نفسه أنه وقع في ورطة كبيرة بالفعل، زوجته لا تجيد عمل أي شيء، وتقضي معظم أيام الأسبوع في بيت أمها، فهي تستيقظ في الثانية عشرة منتصف النهار، وتطالب بـ خادمة لكي تطبخ وتغسل وتكوي وتنظف البيت وتعد الطعام، وأنا أعرف تماماً أن صاحبي هذا حاله رقيق كحبل الغسيل، ولا يملك أن يلتزم براتب هذه الخادمة، وهو مع ذلك اكتشف أن زوجته (قاعدة ليها فوق راي)، فهي دائماً ما تتحدث معه عن أن الحياة شراكة، وأن الطب قد تطور كثيراً، ونحن في عصر العولمة والانفتاح الحُر، ولا عيب في أن يقوم الزوج بأشغال البيت، وأن الفتاة ليست مُلزمة أن تكون خادمة الرجل لمجرد أنها زوجته، وأنه قد ولّى ذلك الزمن الذي كانت فيه المرأة مجرد ماكينة للإنجاب والتربية وكدا.!! يا لطيف.!

    مع كل ما سبق كانت زوجته من النوع الذي هوايته الذهاب إلى الأطباء، كانت تمرض عندما لا تجد شيئاً ما مفيداً تفعله، فهي تارة مصابة بـ(حُمى الساحل الشمالي الغربي)، وأحياناً لديها (إلتهاب في الحواجب)، وتضطره للذهاب إلى عيادات الاختصاصيين الخاصة حتى وإن أصيبت بألم طفيف في كعب حذائها الأيمن.!

    (4)

    في يوم ما التقيت بصديقي سالف الذكر، وألّح عليّ أن أذهب معه إلى بيته، وأنا في الطريق سألتُ الله أن تكون زوجته في بيت أمها، فهي من النوع الذي لا يحب أصدقاء الزوج، وقبل أن ندخل سألته بتوجس:
    - الجماعة موجودين.!؟
    أجاب بدهشة:
    - نعم .. موجودين.!

    قلت له بأسف:

    - حـ أجيك مرة تانية يا شيخ.!

    ولكنه كان مصرا على دخولي كالخرتيت.. وأنا تعذرتُ بما بمعناه:

    - أنّ الدار فيها قومٌ جبّارين.. وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها.. فإن يخرجوا منها فإنّا داخلون.!!

    جذبني من ياقتي وهو يقول بنفاذ صبر:

    - ادخل آ زول ما تضيع زمنّا ساكت. تملصت منه وقلت:

    - إنّا لن ندخلها ما داموا فيها..!

    المُهم.. أنه أقنعني بالدخول، جلستُ حيث أجلسني.. ودخل المطبخ ليسخن الشاي بنفسه، وكان يسألني من داخل المطبخ أسئلة من طراز:

    - شنو يا زول العِرِس ما قرّب.!

    وأنا أجيبه إجابات من نوع:

    - قريب إن شاء الله .. قبل الحرب العالمية الثالثة ما تقوم.!!

    أطلق ضحكة مجلجلة، وشممتُ من المطبخ رائحة شياط سلطة أسود، وسمعتُ صراخاً وعويلاً وعواء ذئب وأشياء غريبة جداً.. ثم عاد لي أخيراً بكوب شاي.!!

    تجاذبنا أطراف الحديث، وعرفت أنه يعمل الشاي لوحده، ويطبخ لوحده، وينظف ويغسل ويكوي لوحده، ويستيقظ لوحده، ولديه اعتقاد ما بأنه سيموت لوحده.!

    سألته بهمس.. إذ أخشى أن تسمعنا زوجته فنصبح على فعلنا نادمين.. قلتُ له:

    - هل كنت تعرف قبل الزواج أنها لا تجيد صنع أي شيء.؟!

    أجابني:

    - نعم.. كنت أعرف.. للأسف.!

    قلت له تلك الحكمة:

    - إذن عندما تقرر أن تموت بالنار.. فلا تملأ الدنيا صراخا عندما تحترق.!!

    وسألته:

    - لماذا تزوجتها إذن؟.. هل كنت تريد زوجة مسئولة أم تحفة تضعها على أحد أركان البيت.؟!

    قال لي كلاماً كثيراً تلخصه الأغنية العبقرية: - رشقتني عيوني ..

    جذبتني فنونو.

    وبقيت مجنونو من أول نظرة

    من أول نظرة لم آخد حذرا..

    غير إني هويتو.. في قلبي أويتو ..

    قدرت جمالو.. وأغراني دلالو ..
    أوريهو فنوني .. يوريني فتونو .. من أول نظراااا.. تررررم تررم.!! (باللحن لو سمحت).

    اعترَف لي أنه الآن نادم وحزين كحزن غرائب الإبل، ويريد أن يطلقها ويتزوج بأخرى تتحمل مسئولية الزواج، أوصيته بـ ألا يفرط في عش زوجيته.. وأن يعضّ عليه بالنواجذ، وألا يتزوج بأخرى، حتى لا يعالج الخطأ بمصيبة، فمن الرجال من ابتلاهم الله بأكثر من هذا فصبروا وأتى الفرج بعد الصبر، وأنه سيأتي الزمن الذي تستيقظ فيه هذه الفتاة من غفلتها وتعرف أن عليها واجبات تجاه زوجها.. وستعوضك عما فات من الأيام السوداء الدُهيماء المُدلهمة.. فقط عليك بالصبر.!

    (5)

    خرجت من بيت صديقي وكانت تتضارب الأسئلة في رأسي، من المسئول عن هذه المصيبة؟.. هل المسئول الزوج نفسه.. بحسب أنه تزوج بفتاة غير مؤهلة للزواج؟ أم أن المسئولية تقع على الأم التي زرعت في ابنتها الكسل.. وربتها على أن تجد كل شيء جاهزاً أمامها.. ونسيَت أنه سيأتي يوم تقف فيه نفس هذا الموقف.؟ أم يا ترى أن المسئول عن هذا هو الأب الذي لم يواجه ابنته بأنه سيأتي يوم ستواجه فيه كذا وكذا؟ أم أنه خطأ مشترك بين الوالدين اللذان لم يربوا ابنتهما على تحمل المسئولية، ولم يقتلعوا من دواخلها الكسل.. ولم يفهموها أن أعباء المنزل الداخلية هذه ليس عيباً في حق المرأة، بل هو إحدى ركائز المملكة التي تديرها، وبالمقابل الزوج عليه واجبات عليه أن ينجزها تجاه بيته…أم أن المسئولة هي الفتاة نفسها التي تجهل معنى كلمة أن تكون زوجة؟! هنالك أحد ما مسئول عن كل هذه المصائب.. وهو ليس أنا بكل تأكيد.!

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 7:03 pm