يلعب كل انفعال في سجلنا العاطفي دوراً فريداً كما توضحها البصمات البيولوجية المتميزة وقد تمكن الباحثون اليوم بالوسائل العلمية الجديدة بالغة التقدم التي استطاعت أن ترى الجسم والمخ من الداخل بدقة، من اكتشاف مزيد من تفاصيل الكيفية الفسيولوجية التي تجهز بها العاطفة الجسم بمختلف أنواع الاستجابات وعلى سبيل المثال:
* في حالة الغضب : يتدفق الدم إلى اليدين ليجعلهما قادرتين بصورة أسهل على القبض على سلاح أو ضرب عدو وتتسارع ضربات القلب وتندفع دفقة من الهرمونات مثل هرمون »الأدرينال «فيتولد كم من الطاقة القوية تكفي القيام بعمل عنيف.
* وفي حالة الخوف: يندفع الدم إلى أكبر العضلات حجما مثل عضلات الساق فيسهل الهرب ويصبح الوجه أبيض اللون شاحبا لأن الدم يهرب منه .. (ويشعر الخائف بأن دمه يجري باردا في عروقه) ويتجمد الجسم في الوقت نفسه ولو للحظة واحدة وربما ليسمح له بوقت يستطيع فيه تقدير ما إذا كان الاختفاء هو رد الفعل الأفضل. وتثير دوائر المخ الكهربية مراكز الانفعالات في الدماغ فتبعث فيضا من الهرمونات التي تجعل الجسم في حالة يقظة تامة تسمح له بأن يكون على حافة الاستعداد للقيام بفعل ما وتركيز انتباهه على الخطر الماثل أمامه حيث يختار الاستجابة المناسبة للقيام بها .
* وفي حالة السعادة تحدث تغيرات ومن بين التغيرات البيولوجية الأساسية في الإحساس »بالسعادة « حدوث نشاط متزايد في مركز بالمخ يثبط المشاعر السلبية مع تنمية الطاقة المتزايدة المتاحة في هذا المركز فضلا عن تهدئة كل ما يولد أفكارا مؤرقة. ولا يحدث مع هذه التغيرات تحول فسيولوجي خاص يحول دون الهدوء الذي يجعل الجسم يشفى سريعا من الإثارة البيولوجية الناتجة عن الانفعالات المزعجة. وهذه الحالة تحقق للجسم راحة عامة واستعدادا وحماسة للقيام بأي مهمة وبذل أي جهد لتحقيق أهداف عظيمة ومتنوعة.