إلى السيد المدير العام شخصياً
تقرير سري للغاية..!!
(1)
(التقارير السرية) هي أسلوب معروف في مجتمع المصالح الحكومية، بل وحتى في القطاع الخاص، ويتم به تمييز الموظفين، وقياس الفوارق بينهم على حسب دقة أدائهم وانضباطهم في العمل، وهي عادة لا يسمح للموظف بمطالعتها، والحقيقة أن القليل جداً من الموظفين ممن حُظي بلمحة خاطفة من تقرير سري مرفوع عليه هو شخصياً، أما البقية فعليهم العوض، فالواحد منهم قد يُعطي تقدير ضعيف جداً، وهو لا يعرف حتى السبب على الرغم من تفانيه وإخلاصه في العمل، أنا لم أعمل موظفاً في يوم من الأيام، ولكن كما يقول المثل التليد:
- (كان ما مُتنا شقينا المقابر).!
(2)
عندما يرفع عليك مديرك المباشر تقريرا عن أدائك في العمل، فهذا من واجبه، إذا راعى فيه آداب وشرف المهنة، لأن هذا التقرير تعتمد عليه الترقيات، ولكن المشكلة أن الزميل –أحياناً- يرفع تقريراً في زميله الذي هو معه في ذات الدرجة، كأن لم تكن بينكم وبينهم مودة، والسبب قد يكون حسداً من عند أنفسهم، أو لتقربهم من المدير العام زلفى.!
هذا الأسلوب به الكثير جداً من أساليب الضرب تحت الحزام.. ومرات من فوقه، ويمارسه بعض الموظفين فيما بينهم، ففي بعض المرات تجد أن زميلك في العمل، الذي قد تكون أنت أعلى منه بدرجة واحدة لا غير، ويشاركك المكتب والفطور والشاي، يرفع من وراء ظهرك تقريرا إلى مديركما العام، يعدد فيه مساؤك، وهذه لعمري أسوأ أنواع الزمالة.!
هنا سأعطيك مثالاً مبتكراً عن هذا النوع من التقارير، حتى تعرف لماذا ساءت أحوالك مع مديرك بدون سبب تعرفه.!
(2)
السيد/ المدير العام المبجل المحترم وحيد عصره وفريد زمانه
تحية المساء .. وبعد
نسأل الله أن يديم عليك العافية ويسبغك من نعمه بلا حساب، وأن يحرر الأقصى من كيد اليهود المارقين، وأن يريهم عجائب أمره، ويسلّط عليهم من لا يخافه ولا يرحمنا يا رب العالمين.
أحيط سعادتكم علماً بأن الموظف المدعو (عباس الخضر فضل السيد حمدتو) مُتسيب من الطراز الأول، وغير حادب على مصلحة العمل، وتعوزه النخوة والشهامة ونجدة المظلوم والغيرة الوطنية، ويفتقر أداؤه للأسلوب العلمي العاطل عن المنهجية والانضباط الإداري، وإذا عرفتم ربع ما أعرفه عنه، سوف لن تثق في كل موظف أصلع بدين اسمه (عباس الخضر فضل السيد حمدتو).!
إنه في بداية أمره لم يكن كذلك، ولكن يا سيدي غير المتوقع يقع أحيانا حين لا تتوقع من المرء ما هو خليق أن يقع منه.! (لا حولااا).!
وهو مع ذلك مُختلس محترف، لا أملك الدليل القاطع والبرهان الساطع عليه، ولكنني متأكد من ذلك، وأحلف باليمين المغموس أن ما اختلسه من مبالغ يكفي لتمويل جيش (الرايخ الثالث) عندما توجه إلى روسيا، ومعه حملة نابليون لغزو مصر، وجزء لا بأس به من حملة الدفتردار الانتقامية، وإنني أثق تماما في الحقائق التي أسردها لك هنا، والتي جلونا في ديباجتها الحق بكل شفافية ووضوح، وأردنا أن نكشف لسعادتكم تجاوزاته الكاسحة، وفساده المتشعب، الذي لو وُزع على الأمم السابقة؛ لصبّ عليهم ربُّك سوط عذاب.. وأرسل عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات.. وأنشأ من بعدهم قرناً آخرين.!
إنني يا سيدي المدير عمدتُ إلى الاستنجاد بسيادتكم، إعذاراً إلى الله.. وإشهاداً له سبحانه وتعالى على قيامي بالواجب المقدس.. ثم للأمانة والتاريخ.. لأن الدين النصيحة.. ولا حياء في الحق.. وها هي ذي الأوضاع المحيطة، والفوضى العارمة تحل.. وتستوطن بمؤسستنا العامرة، التي بها أمثال هذا الزنديق.!
أن الموظف سالف الذكر، بصفته رئيسنا المباشر، يعتقد أن هدفه الأساسي في الحياة هو جعل الأمور سيئة لموظفيه، وقد نجح في هذا تماما، فطوال فترة عمله هنا (يسوي الغلط وأنا أسوى كتّر خيرو)، ولكن للصبر حدود، فهو يقوم بدغدغة الأحلام والوعود الزائفة للموظفين الواقعين تحت إمرته، حتى يطيل عمر بقائه في منصبه الميمون، فـ وأد أشواقنا وأحلامنا الطموحة، وأيامنا الـ في الفؤاد ذكراها، وابتلع كل العلاوات والمنح التي من المفترض أن تصلنا.!
فهذا الموظف يا سيدي يستحق أن يُصلب.. أو تقطّع أيديه وأرجله من خلاف.. أو ينفى من الأرض حتى يذوق وبال أمره.!
ولا يغرّنك أنه حج إلى بيت الله الحرام، وأظن أن أقرب وصف له هو بيت الشعر الذي يقول:
رأى البیت يدعى بالحرام فحجّه .. ولو كان يدعى بالحلال ما حجا!
فهو يا سيدي قد دفع تكاليف حجّه من نقود (صندوق الزمالة)، الذي لم نر منه شيئاً حتى الآن، وتذهب مبالغه إلى أمكان كثيرة جداً، الزملاء ليس من بينها، فأنا قد توفيت لي ثلاثة (حبوبات)، وعم واحد وخالتين، هذا غير الذين توفاهم الله من عشيرتي الأقربين والجار ذي القربى والجار الجُنب، ولم يُصرف لي منه شيء، فنقوده يظهر أثرها في الراتب المخصوم فقط، فهذا الصندوق يعمل بنظرية (البيض المسلوق) الذي يأتي في طلب الفول، فلا يظهر في الفول –يا سيدي- ويظهر في الحساب فقط – معاك كويس- وهو علاوة على ذلك – الموظف لا البيض- ينفق على دماغه مبالغ باهظة فعلاً للشاي والقهوة والسجائر والتمباك وربما (القنب الهندي)، وكأن دماغه هو دماغ (موفق الدين أبو العباس أحمد بن سديد الدين القاسم بن أبي أصيبعة) شخصياً، وكل ذلك على حساب المؤسسة.!
أتمنى يا سيدي المدير أن تلحقوا الأمر قبل أن يستفحل ويستشري الفساد في البر وفي البحر، وأن تتداركوا المصيبة قبل أن نصل إلى مرحلة (الميّت مسُولبْ.. والعجاج يكتح)، فإنني أقول هذا القول بصيغة العالمين ببواطن الأمور، وبإحساس من يده في النار، فأرجو أن ينال العقاب الرادع حتى يكون عبرة لمن خلف، وإن لم تفعل يا سيدي يكن فتنة في الأرض وفساد كبير.!
تقرير سري للغاية..!!
(1)
(التقارير السرية) هي أسلوب معروف في مجتمع المصالح الحكومية، بل وحتى في القطاع الخاص، ويتم به تمييز الموظفين، وقياس الفوارق بينهم على حسب دقة أدائهم وانضباطهم في العمل، وهي عادة لا يسمح للموظف بمطالعتها، والحقيقة أن القليل جداً من الموظفين ممن حُظي بلمحة خاطفة من تقرير سري مرفوع عليه هو شخصياً، أما البقية فعليهم العوض، فالواحد منهم قد يُعطي تقدير ضعيف جداً، وهو لا يعرف حتى السبب على الرغم من تفانيه وإخلاصه في العمل، أنا لم أعمل موظفاً في يوم من الأيام، ولكن كما يقول المثل التليد:
- (كان ما مُتنا شقينا المقابر).!
(2)
عندما يرفع عليك مديرك المباشر تقريرا عن أدائك في العمل، فهذا من واجبه، إذا راعى فيه آداب وشرف المهنة، لأن هذا التقرير تعتمد عليه الترقيات، ولكن المشكلة أن الزميل –أحياناً- يرفع تقريراً في زميله الذي هو معه في ذات الدرجة، كأن لم تكن بينكم وبينهم مودة، والسبب قد يكون حسداً من عند أنفسهم، أو لتقربهم من المدير العام زلفى.!
هذا الأسلوب به الكثير جداً من أساليب الضرب تحت الحزام.. ومرات من فوقه، ويمارسه بعض الموظفين فيما بينهم، ففي بعض المرات تجد أن زميلك في العمل، الذي قد تكون أنت أعلى منه بدرجة واحدة لا غير، ويشاركك المكتب والفطور والشاي، يرفع من وراء ظهرك تقريرا إلى مديركما العام، يعدد فيه مساؤك، وهذه لعمري أسوأ أنواع الزمالة.!
هنا سأعطيك مثالاً مبتكراً عن هذا النوع من التقارير، حتى تعرف لماذا ساءت أحوالك مع مديرك بدون سبب تعرفه.!
(2)
السيد/ المدير العام المبجل المحترم وحيد عصره وفريد زمانه
تحية المساء .. وبعد
نسأل الله أن يديم عليك العافية ويسبغك من نعمه بلا حساب، وأن يحرر الأقصى من كيد اليهود المارقين، وأن يريهم عجائب أمره، ويسلّط عليهم من لا يخافه ولا يرحمنا يا رب العالمين.
أحيط سعادتكم علماً بأن الموظف المدعو (عباس الخضر فضل السيد حمدتو) مُتسيب من الطراز الأول، وغير حادب على مصلحة العمل، وتعوزه النخوة والشهامة ونجدة المظلوم والغيرة الوطنية، ويفتقر أداؤه للأسلوب العلمي العاطل عن المنهجية والانضباط الإداري، وإذا عرفتم ربع ما أعرفه عنه، سوف لن تثق في كل موظف أصلع بدين اسمه (عباس الخضر فضل السيد حمدتو).!
إنه في بداية أمره لم يكن كذلك، ولكن يا سيدي غير المتوقع يقع أحيانا حين لا تتوقع من المرء ما هو خليق أن يقع منه.! (لا حولااا).!
وهو مع ذلك مُختلس محترف، لا أملك الدليل القاطع والبرهان الساطع عليه، ولكنني متأكد من ذلك، وأحلف باليمين المغموس أن ما اختلسه من مبالغ يكفي لتمويل جيش (الرايخ الثالث) عندما توجه إلى روسيا، ومعه حملة نابليون لغزو مصر، وجزء لا بأس به من حملة الدفتردار الانتقامية، وإنني أثق تماما في الحقائق التي أسردها لك هنا، والتي جلونا في ديباجتها الحق بكل شفافية ووضوح، وأردنا أن نكشف لسعادتكم تجاوزاته الكاسحة، وفساده المتشعب، الذي لو وُزع على الأمم السابقة؛ لصبّ عليهم ربُّك سوط عذاب.. وأرسل عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات.. وأنشأ من بعدهم قرناً آخرين.!
إنني يا سيدي المدير عمدتُ إلى الاستنجاد بسيادتكم، إعذاراً إلى الله.. وإشهاداً له سبحانه وتعالى على قيامي بالواجب المقدس.. ثم للأمانة والتاريخ.. لأن الدين النصيحة.. ولا حياء في الحق.. وها هي ذي الأوضاع المحيطة، والفوضى العارمة تحل.. وتستوطن بمؤسستنا العامرة، التي بها أمثال هذا الزنديق.!
أن الموظف سالف الذكر، بصفته رئيسنا المباشر، يعتقد أن هدفه الأساسي في الحياة هو جعل الأمور سيئة لموظفيه، وقد نجح في هذا تماما، فطوال فترة عمله هنا (يسوي الغلط وأنا أسوى كتّر خيرو)، ولكن للصبر حدود، فهو يقوم بدغدغة الأحلام والوعود الزائفة للموظفين الواقعين تحت إمرته، حتى يطيل عمر بقائه في منصبه الميمون، فـ وأد أشواقنا وأحلامنا الطموحة، وأيامنا الـ في الفؤاد ذكراها، وابتلع كل العلاوات والمنح التي من المفترض أن تصلنا.!
فهذا الموظف يا سيدي يستحق أن يُصلب.. أو تقطّع أيديه وأرجله من خلاف.. أو ينفى من الأرض حتى يذوق وبال أمره.!
ولا يغرّنك أنه حج إلى بيت الله الحرام، وأظن أن أقرب وصف له هو بيت الشعر الذي يقول:
رأى البیت يدعى بالحرام فحجّه .. ولو كان يدعى بالحلال ما حجا!
فهو يا سيدي قد دفع تكاليف حجّه من نقود (صندوق الزمالة)، الذي لم نر منه شيئاً حتى الآن، وتذهب مبالغه إلى أمكان كثيرة جداً، الزملاء ليس من بينها، فأنا قد توفيت لي ثلاثة (حبوبات)، وعم واحد وخالتين، هذا غير الذين توفاهم الله من عشيرتي الأقربين والجار ذي القربى والجار الجُنب، ولم يُصرف لي منه شيء، فنقوده يظهر أثرها في الراتب المخصوم فقط، فهذا الصندوق يعمل بنظرية (البيض المسلوق) الذي يأتي في طلب الفول، فلا يظهر في الفول –يا سيدي- ويظهر في الحساب فقط – معاك كويس- وهو علاوة على ذلك – الموظف لا البيض- ينفق على دماغه مبالغ باهظة فعلاً للشاي والقهوة والسجائر والتمباك وربما (القنب الهندي)، وكأن دماغه هو دماغ (موفق الدين أبو العباس أحمد بن سديد الدين القاسم بن أبي أصيبعة) شخصياً، وكل ذلك على حساب المؤسسة.!
أتمنى يا سيدي المدير أن تلحقوا الأمر قبل أن يستفحل ويستشري الفساد في البر وفي البحر، وأن تتداركوا المصيبة قبل أن نصل إلى مرحلة (الميّت مسُولبْ.. والعجاج يكتح)، فإنني أقول هذا القول بصيغة العالمين ببواطن الأمور، وبإحساس من يده في النار، فأرجو أن ينال العقاب الرادع حتى يكون عبرة لمن خلف، وإن لم تفعل يا سيدي يكن فتنة في الأرض وفساد كبير.!