أقلق خاله الذي يعمل بإحدى دول الخليج العربي بالهاتف كي يرسل له تأشيرة وعقد عمل ليتسنى له الاغتراب وتحقيق آماله العراض التي طالما حلم بها ، فتارة يتحدث مع خاله عبر الهاتف وأخرى عبر الخطابات والرسائل القصيرة ، وكثيراً ما يقوم بدفع والدته للتحدث إلى أخيها لحثه لإرسال التأشيرة المطلوبة ، لكن كان رد خاله دوماً أنه لن يقوم بإرسالها ما لم يكمل هذا الإبن المرحلة الجامعية ويحمل درجة البكالوريوس .
كان هذا الفتى اليافع يحلم أحلاماً وردية ويطلق لخياله العنان ويسبح في بساط الريح بعيداً خصوصاً بعدما ولج في قصة حب عنيفة مع إحدى فتيات الكلية التي تتميز بجمال أخاذ يأسر القلوب ويطيش بالألباب ، فهي فتاة كل يتمنى أن يخطب ودها ويتقرب منها لجاذبيتها ولفرط جمالها الساحر.. كثيراً ما يجلسان معاً بين المحاضرات على إحدى البنشات تحت ظل شجرة وارفة الظلال في جو رومانسي حالم .. يقول لها : لو ... غاب عني لحظة ....طيفك ...لو ... بعُد عني .... ظلُك ....أو جافاني لحظةً... قلبُك ....فكأني ....شلال يهدر بلا ماء !!!! و سحابةٌ.... لا تمطر!!!و شمسٌ ...لم تشرق في السماء !!!ووداع ..... لا يعقبه .. لقاء !!!!..أرسم أنا ....بريشة... كلماتي ...لوحة عشقك ... وهي تقول له :
في جزيرة الأحلام ....نحن الإثنين فقط !!!!الصورة: هنااااااك....أنت بطلي ...و حبيبي ..و سيدي...ورجلي ...و منقذي...و فارسي ....و أرضي...و سندي ....وحامي ...حماي هنااااااااااااك .....نزرع أنا و أنت بذرة ....نكتب عليها...حرفي... إسمي و إسمك...ندفنها .....نرويها .....ننتظرها !!!!!!تنمو...تكبر...فيزهر معها...حبي ..و حبك ....و تُخلق ...شجرة ...تُخلد .....ذكرى ....أجمل .. حكاية وأروع قصة حب سطرها التاريخ .
إنتهت المرحلة الجامعية وتعاهدا على ألا شيء سيفرق بينهما وليس هناك قوة ستبعد قلبين ضماهم الحب الصادق وجمع بينهما الوئام.. أوواه ربي ها هو يستقبل اتصال هاتفي من خاله الذي يخبره أنه اشترى له التأشيرة التي طالما حلم بها وقد أرسلها مع صديق له وستكون بحوزته في غضون يومين فقط .. سقط الموبايل من يده من هول الصدمة وأخذ يصرخ وينادي بصوت عال تغلب عليه الهستيريا (فزت ورب الكعبة .. لا تحملي هماً يا أمي العزيزة .. سأشتري لكم فيلا .. أبي لا تشغل بالك سأشتري لك سيارة .. أما أنت يا أخي فستدرس في أمريكا التي طالما حلمت بها وعلى نفقتي الخاصة .. سألبي كافة طلباتكم .. ما عليكم إلا أن تطلبوا وأنا رهن إشارتكم !!!!!!!!) . أما عن نفسي فسأفعل الأفاعيل .. سأطلب من أمهر المعماريين تخطيط الفيلا التي ستضمني أنا وفتاة أحلامي وستكون ساحرة سيقف الناس أمامها وقد أصابتهم الدهشة والحيرة لجمالها وطرازها الفريد الذي يطيش بالعقول ، أما عن السيارة فستكون من أفخم السيارات ، ولا بد من الاستثمارات والبزنس .. أوواه ربي سأكون من رجالات الأعمال وأصحاب الملايين الذين يشار إليهم بالبنان .
حُقّّ لهذا الصبي الغض اليافع لين العود أن يعد كل هذه الوعودات وأن يحلم بتلك الأحلام الوردية .. فقد كان ومنذ صغره يسمع الكل يردد (المغترب الفلاني أتى وفعل كذا .. وكذا ، وأن الكل يضع المغترب مكانة سامية لكثرة ماله وما يملك من ثروات وعقارات ، وكثيرا ما يسمع أن الفتيات يلهثن وراء المغتربين ويطلبن ودهن ويتغنين لهم (المغتربين إزيكم علكم طيبين في حيكم) ....
أتى إلى تلكم الدولة الخليجية معتقداً اعتقاداً جازماً لا يقبل الشك أنه أتى للفردوس الموعود ، عمل بجد ليل نهار يجمع في العملة الصعبة يرسل جزء لأهله ويدخر الباقي في حساب بنكي .. عانى ما عانى من ويلات الغربة لكنه كان يتميز بعزيمة قوية .. قضى سنين عددا .. كان خلالها يكثر من الاتصال بفتاة أحلامه ويعدها بالوعود البراقة التي لا تجدي نفعاً .. وأخيراً حزم حقائبه وأتى للسودان وهو يحمل عدة ألوف من العملة الصعبة ظاناً أنه سيفعل ما لم يفعله كبار رجال الأعمال وأعتى التجار ..
وصل إلى أهله واعتقد أن الجميع سيستقبلونه إستقبال الأبطال وأن الوفود لن تنقطع عن بيته للاحتفاء به.. أوواه ربي سأكون المحتفى به .. وسأظفر بإحترام الجميع فالكل سيهلل ويشير إلى بسبابته .. سينظر إلى الجميع وأنا أتمشى في الحارة وفي الأسواق .. وسيتهامس الجميع عند مروري بهم .. (هذا مغترب .. هذا من أرباب الأموال .. يا ليت لنا مثل ما أوتي .. إنه لذو حظ عظيم ) ... أوواه ربي ما الذي حدث أين الوفود ؟ أين الزغاريد ؟ أين الحشود ؟ !!! لم يشاهد كل هذا .. دلف إلى منزله الذي لم يتواجد فيه سوى أهل بيته الذين قابلوه بكل ترحاب وأعين دامعة برجوع إبنهم سالماً لهم بعد غيبة طويلة ...لم تأت الوفود والحشود التي كان يتوقعها ولم يعره الناس أي إهتمام .... مكث أياماً و ذهب مع أخيه إلى السوق فكان أجبن من فأر يجادل في السوق دون شراء ويستغرب من بعض الضعاف الفقراء الذين يشترون مباشرة دون مجادلة ويتعلل بأن الأسعار زادت وهي ليست كما كانت في السابق .. لم يستطع أن يفي بأي وعد قطعه لأمه وأبيه وأخوته فقد ذهبت كلها أدراج الرياح ، فما يحمله من عملة صعبة لا يكفي لشراء ركشه مستعملة متهالكة . قضى أيام قلائل سافر بعدها إلى فتاة أحلامه تتجاذبه الأفكار .. ترى ماذا سيقول لها ؟ فقد وعدها بالخطوبة والتي ستكون خطوبة من ألف ليلة وليلة .. هل يصارحها بالحقيقة ويقول لها (عفواً شهرزاد أنا لست شهريار ) أم سيعدها بوعودات أخرى براقة زائفة كسابقتها .. تم اللقاء بينهما حيث تواعدا تحت نفس الشجرة التي شهدت مولد حبهما داخل حرم الجامعة.. أخبرها بحقيقة أمره وأنه (اباطه والنجم) و (محلك سر) وطلب منها الصبر وأنه سيبذل ما بوسعه وسيفي بكل ما وعدها به .. لم تتمالك نفسها والدموع تنهمل على خدودها الوردية في منظر تراجيدي يقطع نياط القلوب ، فقد إنتظرته طويلاً ولكن دون جدوى .. أخبرته أن أهلها رشحوا لها إبن خالها الذي يعمل أستاذا في إحدى الجامعات في كندا ويمتلك الكثير من المال والعقارات وأن أمامها الفرصة للسفر لكندا لإكمال الماجستير والدكتوراة برفقه ابن خالها الزوج المرتقب .. أطرقت ملياً وقالت له بالحرف الواحد .. أنا لن أعيش على أحلام خادعة ووعود وهمية زائفة فوعودك لي سراب بقيعة لا وجود لها على أرض الواقع ولم ولن ترى النور... عفواً سأتزوج إبن خالي وعليك أن تنساني وألا تفكر في مرة أخرى .. صعقته بهذه الكلمات التي أذهلته وشلت تفكيره وولت مدبرة ولم تعقب في منظر دراماتيكي وكنه فيلم من الأفلام التراجيدية الماساوية .. تركته يندب حظه العاثر وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة .. ما ذا جنيت ؟ أهذا هو قدري ؟ !!! رباه ماذا أفعل ؟ أخذ يصرخ وهو يركض وراءها إنتظري قليلاًً .. أرجوكي .. ولكن دون جدوى فلم تعره اهتماماً فقد استقلت تأكسي أجره واختفت عن الأنظار ...
قفل راجعاً إلى أهله وقد اعتراه هم كبير وقلق إزاء مستقبله وهجران حبيبته له ، علاوة على أحلامه التي حلم بها ولكنها تبخرت وأصبحت هباءاً ولا يمكن تحقيقها .
لم يكمل إجازته السنوية حيث أن ما يحمله من عملة صعبة قد نفذ بل استدان من إحدى أصدقائه كي يكمل إجراءات سفره من تأشيرة وخلافه . أخيراً استفاق من سباته العميق واصطدم بالواقع وأيقن يقيناً لا يدع مجالاً للشك أن المغترب ما هو إلا فقاعة هواء وصندوق جميل المظهر من الخارج وداخله خواء .. وأنه يضيع عمره في بلاد الغربة ولم ولن يؤمن مستقبله .. وصل إلى بلاد الغربة مرة أخرى ولسان حاله يقول :
أعيش في فراغ عاطفي ..
هل هذا فراغ أم ضياع ؟؟
بل هو عمر و ضاع ..
لم أجد فيه محبوبتي ..
ولا أهلي ..
ولا أرضي ..
ولا موطني ..
لم أجد نفسي ..
أنا انسان .. نعم أنا انسان ..
أتساءل : هل مزاجي فقط مضطرب ؟..
لالالا . وجدتها أنا .. أنا بقايا مغترب ..
كان هذا الفتى اليافع يحلم أحلاماً وردية ويطلق لخياله العنان ويسبح في بساط الريح بعيداً خصوصاً بعدما ولج في قصة حب عنيفة مع إحدى فتيات الكلية التي تتميز بجمال أخاذ يأسر القلوب ويطيش بالألباب ، فهي فتاة كل يتمنى أن يخطب ودها ويتقرب منها لجاذبيتها ولفرط جمالها الساحر.. كثيراً ما يجلسان معاً بين المحاضرات على إحدى البنشات تحت ظل شجرة وارفة الظلال في جو رومانسي حالم .. يقول لها : لو ... غاب عني لحظة ....طيفك ...لو ... بعُد عني .... ظلُك ....أو جافاني لحظةً... قلبُك ....فكأني ....شلال يهدر بلا ماء !!!! و سحابةٌ.... لا تمطر!!!و شمسٌ ...لم تشرق في السماء !!!ووداع ..... لا يعقبه .. لقاء !!!!..أرسم أنا ....بريشة... كلماتي ...لوحة عشقك ... وهي تقول له :
في جزيرة الأحلام ....نحن الإثنين فقط !!!!الصورة: هنااااااك....أنت بطلي ...و حبيبي ..و سيدي...ورجلي ...و منقذي...و فارسي ....و أرضي...و سندي ....وحامي ...حماي هنااااااااااااك .....نزرع أنا و أنت بذرة ....نكتب عليها...حرفي... إسمي و إسمك...ندفنها .....نرويها .....ننتظرها !!!!!!تنمو...تكبر...فيزهر معها...حبي ..و حبك ....و تُخلق ...شجرة ...تُخلد .....ذكرى ....أجمل .. حكاية وأروع قصة حب سطرها التاريخ .
إنتهت المرحلة الجامعية وتعاهدا على ألا شيء سيفرق بينهما وليس هناك قوة ستبعد قلبين ضماهم الحب الصادق وجمع بينهما الوئام.. أوواه ربي ها هو يستقبل اتصال هاتفي من خاله الذي يخبره أنه اشترى له التأشيرة التي طالما حلم بها وقد أرسلها مع صديق له وستكون بحوزته في غضون يومين فقط .. سقط الموبايل من يده من هول الصدمة وأخذ يصرخ وينادي بصوت عال تغلب عليه الهستيريا (فزت ورب الكعبة .. لا تحملي هماً يا أمي العزيزة .. سأشتري لكم فيلا .. أبي لا تشغل بالك سأشتري لك سيارة .. أما أنت يا أخي فستدرس في أمريكا التي طالما حلمت بها وعلى نفقتي الخاصة .. سألبي كافة طلباتكم .. ما عليكم إلا أن تطلبوا وأنا رهن إشارتكم !!!!!!!!) . أما عن نفسي فسأفعل الأفاعيل .. سأطلب من أمهر المعماريين تخطيط الفيلا التي ستضمني أنا وفتاة أحلامي وستكون ساحرة سيقف الناس أمامها وقد أصابتهم الدهشة والحيرة لجمالها وطرازها الفريد الذي يطيش بالعقول ، أما عن السيارة فستكون من أفخم السيارات ، ولا بد من الاستثمارات والبزنس .. أوواه ربي سأكون من رجالات الأعمال وأصحاب الملايين الذين يشار إليهم بالبنان .
حُقّّ لهذا الصبي الغض اليافع لين العود أن يعد كل هذه الوعودات وأن يحلم بتلك الأحلام الوردية .. فقد كان ومنذ صغره يسمع الكل يردد (المغترب الفلاني أتى وفعل كذا .. وكذا ، وأن الكل يضع المغترب مكانة سامية لكثرة ماله وما يملك من ثروات وعقارات ، وكثيرا ما يسمع أن الفتيات يلهثن وراء المغتربين ويطلبن ودهن ويتغنين لهم (المغتربين إزيكم علكم طيبين في حيكم) ....
أتى إلى تلكم الدولة الخليجية معتقداً اعتقاداً جازماً لا يقبل الشك أنه أتى للفردوس الموعود ، عمل بجد ليل نهار يجمع في العملة الصعبة يرسل جزء لأهله ويدخر الباقي في حساب بنكي .. عانى ما عانى من ويلات الغربة لكنه كان يتميز بعزيمة قوية .. قضى سنين عددا .. كان خلالها يكثر من الاتصال بفتاة أحلامه ويعدها بالوعود البراقة التي لا تجدي نفعاً .. وأخيراً حزم حقائبه وأتى للسودان وهو يحمل عدة ألوف من العملة الصعبة ظاناً أنه سيفعل ما لم يفعله كبار رجال الأعمال وأعتى التجار ..
وصل إلى أهله واعتقد أن الجميع سيستقبلونه إستقبال الأبطال وأن الوفود لن تنقطع عن بيته للاحتفاء به.. أوواه ربي سأكون المحتفى به .. وسأظفر بإحترام الجميع فالكل سيهلل ويشير إلى بسبابته .. سينظر إلى الجميع وأنا أتمشى في الحارة وفي الأسواق .. وسيتهامس الجميع عند مروري بهم .. (هذا مغترب .. هذا من أرباب الأموال .. يا ليت لنا مثل ما أوتي .. إنه لذو حظ عظيم ) ... أوواه ربي ما الذي حدث أين الوفود ؟ أين الزغاريد ؟ أين الحشود ؟ !!! لم يشاهد كل هذا .. دلف إلى منزله الذي لم يتواجد فيه سوى أهل بيته الذين قابلوه بكل ترحاب وأعين دامعة برجوع إبنهم سالماً لهم بعد غيبة طويلة ...لم تأت الوفود والحشود التي كان يتوقعها ولم يعره الناس أي إهتمام .... مكث أياماً و ذهب مع أخيه إلى السوق فكان أجبن من فأر يجادل في السوق دون شراء ويستغرب من بعض الضعاف الفقراء الذين يشترون مباشرة دون مجادلة ويتعلل بأن الأسعار زادت وهي ليست كما كانت في السابق .. لم يستطع أن يفي بأي وعد قطعه لأمه وأبيه وأخوته فقد ذهبت كلها أدراج الرياح ، فما يحمله من عملة صعبة لا يكفي لشراء ركشه مستعملة متهالكة . قضى أيام قلائل سافر بعدها إلى فتاة أحلامه تتجاذبه الأفكار .. ترى ماذا سيقول لها ؟ فقد وعدها بالخطوبة والتي ستكون خطوبة من ألف ليلة وليلة .. هل يصارحها بالحقيقة ويقول لها (عفواً شهرزاد أنا لست شهريار ) أم سيعدها بوعودات أخرى براقة زائفة كسابقتها .. تم اللقاء بينهما حيث تواعدا تحت نفس الشجرة التي شهدت مولد حبهما داخل حرم الجامعة.. أخبرها بحقيقة أمره وأنه (اباطه والنجم) و (محلك سر) وطلب منها الصبر وأنه سيبذل ما بوسعه وسيفي بكل ما وعدها به .. لم تتمالك نفسها والدموع تنهمل على خدودها الوردية في منظر تراجيدي يقطع نياط القلوب ، فقد إنتظرته طويلاً ولكن دون جدوى .. أخبرته أن أهلها رشحوا لها إبن خالها الذي يعمل أستاذا في إحدى الجامعات في كندا ويمتلك الكثير من المال والعقارات وأن أمامها الفرصة للسفر لكندا لإكمال الماجستير والدكتوراة برفقه ابن خالها الزوج المرتقب .. أطرقت ملياً وقالت له بالحرف الواحد .. أنا لن أعيش على أحلام خادعة ووعود وهمية زائفة فوعودك لي سراب بقيعة لا وجود لها على أرض الواقع ولم ولن ترى النور... عفواً سأتزوج إبن خالي وعليك أن تنساني وألا تفكر في مرة أخرى .. صعقته بهذه الكلمات التي أذهلته وشلت تفكيره وولت مدبرة ولم تعقب في منظر دراماتيكي وكنه فيلم من الأفلام التراجيدية الماساوية .. تركته يندب حظه العاثر وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة .. ما ذا جنيت ؟ أهذا هو قدري ؟ !!! رباه ماذا أفعل ؟ أخذ يصرخ وهو يركض وراءها إنتظري قليلاًً .. أرجوكي .. ولكن دون جدوى فلم تعره اهتماماً فقد استقلت تأكسي أجره واختفت عن الأنظار ...
قفل راجعاً إلى أهله وقد اعتراه هم كبير وقلق إزاء مستقبله وهجران حبيبته له ، علاوة على أحلامه التي حلم بها ولكنها تبخرت وأصبحت هباءاً ولا يمكن تحقيقها .
لم يكمل إجازته السنوية حيث أن ما يحمله من عملة صعبة قد نفذ بل استدان من إحدى أصدقائه كي يكمل إجراءات سفره من تأشيرة وخلافه . أخيراً استفاق من سباته العميق واصطدم بالواقع وأيقن يقيناً لا يدع مجالاً للشك أن المغترب ما هو إلا فقاعة هواء وصندوق جميل المظهر من الخارج وداخله خواء .. وأنه يضيع عمره في بلاد الغربة ولم ولن يؤمن مستقبله .. وصل إلى بلاد الغربة مرة أخرى ولسان حاله يقول :
أعيش في فراغ عاطفي ..
هل هذا فراغ أم ضياع ؟؟
بل هو عمر و ضاع ..
لم أجد فيه محبوبتي ..
ولا أهلي ..
ولا أرضي ..
ولا موطني ..
لم أجد نفسي ..
أنا انسان .. نعم أنا انسان ..
أتساءل : هل مزاجي فقط مضطرب ؟..
لالالا . وجدتها أنا .. أنا بقايا مغترب ..